القائمة الرئيسية

الصفحات


الحمد لله المنعم على عباده برسالة الإسلام
ليلة السابع عشر من رمضان المعظم 
 

قال تعالى :"و ما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان و الله على كل شيء قدير. " سورة الأنفال آية 4.
ليلة العز التي عز الله فيها القلة المؤمنة المسلمة (و ما النصر إلا من عند الله ). ليلة الكرامة التي أكرما لله فيها رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم بإنزال القران الكريم وهو في غار حراء أمده بالنصر يوم بدر قال تعالى :" و لقد نصركم الله ببدر و انتم أذلة فأتقو الله لعلكم تشكرون ." سورة آل عمران آية 123. يوم التقى الجمعان يوم الفرقان و الله على كل شيء قدير
 
المؤمنون و المشركون يوم العز المشهود و النصر المحمود فهو من أيام الله الفاصلة بين الحق و الباطل. و قبل أن نشير إلى الفرق بين الحق و الباطل أبين كيفية مراحل القران الذي مر بثلاث مراحل بالاختصار:
 
* أولا : نزل بمعنى أوحى أي ان الله تعالى اوحى به في اللوح المحفوظ في عالم الازل أي قبل الزمان و المكان قال تعالى :< بل هو قران مجيد في لوح محفوظ .> سورة البروج . و قال تعالى :" و انه في ام الكتاب لدبنا لعلي حكيم ."
 
* ثانيا : نزل أي اوحى الله به في بيت العزة الى السماء الدنيا دفعتا واحدة بمواقع النجوم في ليلة السابع و العشرين من رمضان أي ليلة القدر. قال تعالى :" انا انزلناه في ليلة القدر ." وهي ا ليلة المباركة التي جاءت ذكرها في سورة الدخان قال تعالى :" انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين ."اية 2.
 
* ثالثا : نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة السابع عشر من رمضان المعظم وهو في غار حراء يتعبد و بقي ينزل مفرقا و منجما مدة ثلاث و عشرين سنة من اول اية : (اقرا باسم ربك) من سورة العلق الى اخر اية من سورة البقرة وهو قوله تعالى :" و اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون ." اية 280. وقد عاش بعدها رسول الله صلى الله عليه و سلم تسع ليال ثم توفى لسائل ان يسال فما العلاقة بين نزول القرآن في غار حراء وبين واقعة بدر الكبرى . أن الله تعالى علم في الأزل أن المؤمنين القلة سينتصرون على المشركين الكثرة في هذا التاريخ مع الفارق بخمس عشرة سنة حتى يبقى راسخا في العقول فقال ( يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير) والله أعلم بذلك .
 
فلم سميت غزوة بدر الكبرى بيوم الفرقان يوم التقى الجمعان ؟
يوم ظهر فيه الحق عاليا وزهق فيه الباطل زهوقا منكسرا مرتدا على عقبيه.
يوم انهزمت فيه قوى الشر بعددها وعدتها
يوم الفرقان بين عهدين عهد الصبر والمصابرة والعزم وعهد الخوف من أهل الشرك والظلم
عهد الخروج من الأستسلام الى العزة ومن لادولة الى تأسيس دولة التي كان لها تأثيرها الفعال السياسي والأقتصادي والأجتماعي والعلمي على الجزيرة خاصة والعالم عامة
عهد عبودية البشر والأصنام والطواغيت والعادات والتقاليد ألى عبودية الله وحده والتحرر من الأغلال
والواقع أن التاريخ البشري متأثر بغزوة بدر قديما وحديثا شرقا وغربا الى غير ذلك من الفوارق يضيق المقام بذكرها
فكيف أن لايحق علينا الأحتفال بليلة نزول القرآن فنتدبر آياته ونطبق أحكامه ونحاسب أنفسنا على تقصيرنا نحوه .
 
نسأل الله تعالى ان يجعلنا من أهل القرآن والعاملين بأحكامه والمتأدبين بآدابه والواقفين عند حدوده والله أعلم 
 

تعليقات

التنقل السريع