القائمة الرئيسية

الصفحات


لمّا استقرّ علي باشا في الإمارة سنة 1735 شرع في إنشاء عدّة مبان مهمّة منها على سبيل الذكر لا الحصر المدرسة الباشية ومدرسة بئر الحجار وبرج جبل الجلاّز وغيرها. وقد فكر هذا الأمير في آخرته كما فكر في دنياه فأنشأ تربته الملاصقة للمدرسة الباشيّة والكائنة اليوم بنهج الكتبية عدد 29. وهي تربة أنيقة جدا تشتمل على مدخل وفناء ذي أروقة دائريّة أعمدتها رخامية رقيقة على غاية من البهاء تذكرنا بجمال الأعمدة في قصور حمراء غرناطة. وقد كسيت الجدران بالخزف التونسي المتعددة ألوانه. أما الغرفة الجنائزيّة فهي عبارة عن قاعة مربعة الشكل كسيت جدرانها بالرخام المنزل على الطريقة الايطالية تعلوها قبة بديعة تعد من أجمل قباب تونس وقد كسيت كليا ببديع النقائش ذات الأشكال الهندسية والنباتية من مزهريات تتفرّع عنها غصون وزهور إلى ما لا نهاية. 
وقد دفن إلى جانب الباشا علي آل بيته، منهم أبناؤه سليمان ومحمد وأحفاده النعمان وإسماعيل ومصطفى وحسن. وللأسف الشديد تلاشت قبور جميع هؤلاء المذكورين عندما تحولت هذه التربة إلى مسكن خاص. وفي الثمانينات تولتها أيدي العناية فأصلحت ورُمّمَ ما درس منها وهي اليوم مقرّ لجمعيّة قدماء معهد نهج الباشا.

تعليقات

التنقل السريع