القائمة الرئيسية

الصفحات

مثله كمثل الكلب
الحمد لله
 
يقص القران الكريم علينا القصص الحق ويضرب الأمثلة المختلفة للأعتبار والتأمل والتفكر حتى لا يصيبنا ما أصاب الذين من قبلنا .
ومن هذه الأمثلة : فوله تعالى" واتل عليهم نبأ الذي ءاتيناه ءاياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين" آية175 وما يتبعها من الآيات بعدها من سورة الأعراف .
 
من الذي آتاه الآيات فانسلخ منها ؟ وكيف انسلخ منها ؟ بم مثله الله تعالى ؟ ولم مثله بالكلب؟ وما مصير من يعرض عن آيات الله وعن الحق ؟ وأيهما اشد خطرا مصائب الدنيا أم المصيبة في الدين؟
 
أن الذي أشارت أليه الآيات .قيل :انه رجل من اليمن يقال:بلعم ابن باعوراءآتاه الله آياته فتركها وقال مالك بن دينار:كان من علماء بني إسرائيل وكان مجاب الدعوة يقدمونه في الشدائد .بعثه نبي الله موسى عليه السلام ألى ملك مدين يدعوهم الى الله .فلم يقبلوا دعوته أبدا ثم حاولوا ان يصدوه عما جاء من أجله وأخذوا يستدرجونه نحوهم ويعرضون عليه النساء والخمور والأموال حتى انسلخ عن دينه فنزع الله منه ما آتاه من الحكمة والاسم الأعظم فكان من الغاوين .
مثله الله بالكلب وشبهه به:
 
وقال القعنبي:"كل شيء يلهث فانما يلهث من اعياءأو عطش ألا الكلب فانه لا يلهث من خلال الكلال وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الري وحال العطش فضربه الله مثلا لمن كذب بآياته فقال : ان وعظته ضل وان تركته ضل فهو كالكلب أن تركته لهث وأن طردته لهث.كقوله تعالى" وأن تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون " سورة الأعراف 193.
 
قال القرطبي "ولو شئنا لرفعناه بها يريد-بلعام –أي لو شئنالأمتناه قبل أن يعصي فرفعناه الى الجنة به .أي العمل بها .
 
وقال عطاء: " أراد الدنيا وأطاع شيطانه وهذه أشد آية على العلماء "
 
ان هذ ا التمثيل لا يصدق على جميع الكلاب وأنما يخص الكلب اللاهث وأخس الحيوانات هو الكلب وأخس الكلاب هو الكلب اللاهث فمن آتاه الله العلم والدين فمال الى وأخلد ألى الأرض كان مشبها بأخس الحيوانات وهو الكلب اللاهث .
 
وجه النشبيه :1-أ ن كل شيء يلهث فأنمايلهث من أعياء أوعطش ألا الكلب اللاهث فانه يلهث في حال التعب وفي حال الراحةوفي حال العطش وفي حال الري.فتلك عادته وطبيعته فهو مداوم عليه لعادته الأصلية وطبيعته الخسيسة لا للضرورة .فكذلك من آتاه الله العلم والدين. أغناه عن التعرض لأوساخ أموال الناس ثم أنه يميل ألى طلب الدنيا ويلقي نفسه فيها . كانت حاله كحال ذلك اللاهث حيث واظب على العمل الخسيس والفعل القبيح .كما نراه في البشرية يلهث وراء الدنيا يطلب من الحلال والحرام ما يشبعه ولكن لايشبع
 
قال الألوسي" وما ألطف نسبة أتيان الآيات والرفع اليه تعالى .ونسبة الأنسلاخ والأخلاد الى العبد مع أن الكل من الله تعالى اذ فيه من تعليم العباد حسن الأدب ومن قال النبيء صلى الله عليه وسلم"اللهم ان الخير بيدك والشر ليس اليك "ان الله تعالى ضرب مثلا للذي قبل الرشوة في الدين حتى انسلخ من آيات ربه .
 
فمن اتبع هواه أضله الله وزاده ضلالا لأن الله تعالى ميزه بالعقل وتكرم عليه بالرسل وضرب له الأمثلة وحذره من غواية الشيطان ومن الأنانيةوالكبرياء فأبى مثل قوم صالح ,قال تعالى "وأما ثمود فهديناهم فاستحبواالعمى على الهدى "فصلت . آية 16.
ان من يترك طاعة الله وطاعة رسوله ويتبع غير سبيل المؤمنين يصبح من الخاسرين كما قال تعالى "قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" الكهف .
 
وقضية بلعام تتكرر بتكرر الزمان حيث يوجد في كل عصر ومصر من يصيبه عمى القلب فيجادل في آيات الله بغير علم ويعرض عنها ثم يحارب الله وشرعه حتى يدركه الموت فيحشر مع فرعون وهامان وقارون ذوابي ابن خلف وغيرهم وونعوذ بالله من ذلك .
نساأل الله حسن الخاتمة . 
والله أعلم
 

تعليقات

التنقل السريع