القائمة الرئيسية

الصفحات

يقول أبو القاسم الفزاري في رائيته :

فهل للقيروان وساكنِيها *** عَدِيلٌ حين يفتخر الفخورُ!؟
بلادٌ حَشْوها عِلمٌ وحِلمٌ *** وإسلامٌ ومعروف وخيرُ
عراق الشرق بغدادٌ وهذي *** عراق الغرب بينهما كثيرُ
ولستُ أقيسُ بغدادا إليها *** وكيف تُقاس بالسنة الشهورُ؟
بلادٌ خَطّها أصحاب بدرٍ *** وتلك اختط ساحتها أميرُ
بناها المُستجابُ وقد دعا في *** جوانبها دعاء لا يبورُ
بناها كل بدريٍّ كريمٍ *** كأن صِفاحَ أوجُههم بدورُ
همُ صلوا بمسجدها بَرَاحاً *** وليس له جدار مستديرُ
هم وضعوا له أُسُسَاً وساساً *** فَقُدِّستِ المواضعُ والصخورُ
وقادَهمُ الأذانُ إليه حتى *** أضاء لهم من المحراب نورُ
ولم يسبقهمُ ملك ظلوم *** لتأسيسٍ، ولا ملك كفورُ
وأصحاب النبي له بُناةٌ *** ولا عصيان ثَمَّ، ولا فجورُ
أقاموا شطر قبلته سويا *** إلى البيت العتيق فلم يجوروا
وإن عِراصه لمقدساتٍ *** مباركةٌ، وتربتها طهورُ
بها حِلَقُ العلوم لها دويٌّ *** يجاوبها الكتاب المستنيرُ
ومنها سادة العلماء قدما *** إذا عُدُّوا وليس لهم نظيرُ
وفيها القوم عُبّادٌ خِيارٌ *** فقد طاب الأوائل والأخيرُ
المصدر : رياض النفوس لأبي بكر المالكي، ومعالم الإيمان للدباغ

القيروان

تعليقات

التنقل السريع